منح دراسية إضافية للطلاب الأجانب في تركيا

أكد الدكتور محمد حقي صوتشين رئيس قسم اللغة العربية في جامعة “غازي” بالعاصمة التركية أنقرة،، أنّ السياسة المتبعة حالياً هي في اتجاه زيادة عدد الطلاب الأجانب في البلاد، فسنة 2000 لم يكن عدد الطلاب الأجانب في الجامعات التركية يزيد على 20 ألفاً، في حين يتجاوز عددهم اليوم 125 ألف طالب، من بينهم جزء مهم من الحاصلين على منح مجانية.

دراسة الأجانب المجانية

يصف صوتشين في حديثه إلى “العربي الجديد” سياسة جذب الطلاب الأجانب بـ”القوة الناعمة” التي تهدف إلى توطيد العلاقات الثقافية والحضارية، بين تركيا وعامة دول العالم، لكنّ الأولوية هي للجغرافية القريبة: “الدول العربية وآسيا الوسطى” قبل أن تتوسع المنح لتطاول الدول الأفريقية وحتى الأوروبية.

يعتقد الأكاديمي التركي أنّ بلاده تؤسس، عبر دراسة الأجانب المجانية فيها، للعلاقات الثقافية المتبادلة، على اختلافها؛ مجتمعية وسياسية ومعيشية واستهلاكية، وتعول تركيا مستقبلاً على أن يكون هؤلاء الخريجون، سفراء لتركيا، كأن يشكلوا نوادي صداقات ومراكز ثقافية، وهو ما سينقل برأيه الثقافة بصفة أفضل من أساليب السياسة التي تختلط أحياناً بالقوة العسكرية.

واعلنت “رئاسة أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى التركية (واي تي بي)”،  أخيراً، عن مواصلة مقابلات قبول الطلاب الأجانب في برنامج “المنح الدراسية التركية لسنة 2019”. وقال بيان لها، أنّ نحو 10 آلاف طالب أجنبي يتسابقون لمواصلة التعليم في مختلف الجامعات التركية، عن طريق مقابلات تجريها معهم. ونوهت أنّ عدد المتقدمين لبرنامج المنح التركية هذه السنة بلغ 147 ألفاً من 167 دولة. وقال بيانها إنّ هناك 17 ألفاً و500 طالب من مختلف دول العالم، يستفيدون في الوقت الراهن من برنامج المنح ويواصلون تعليمهم في الجامعات التركية.

من جهتها، تفرّق الأكاديمية التركية عائشة نور، بين الطلاب الأجانب الذين يدرسون في تركيا، والذين تجاوز عددهم 125 ألف طالب، وبين الطلاب الذين يدرسون وفق المنحة المجانية، لأنّ الجامعات التركية في رأيها، نظراً لقلة التكاليف، وللاعتراف الدولي، والتصنيف المتقدم عالمياً، اصبحت محط أنظار للطلاب حول العالم. تقول: “الطلاب يأتون حتى من أوروبا والولايات المتحدة والسبب رخص التكاليف وجمال تركيا والثقة بجامعاتها”. تقدّر الأستاذة في جامعة محمد الفاتح بإسطنبول، عدد المتقدمين للمنح المجانية، بنحو 140 ألف طالب من أكثر من 90 دولة حول العالم، لكنّ خطة الحكومة تقوم على قبول ما بين 5 و6 آلاف طالب مجاناً سنوياً مع تقديم مزايا إضافية.

وتضيف الاكاديمية التركية حول نسبة العرب والسوريين من المنح المجانية، أنّ نسبة العرب غير السوريين ضئيلة، لكنّ نسبة الطلاب من دول آسيا الوسطى وأفريقيا، هي الأكبر. أما السوريون في تركيا فلهم خصوصية دائمة، لأنهم موجودون ومن واجبات الدولة تقديم المساعدات لهم لاكمال تحصيلهم العلمي، فإن لم يحصلوا على منحة مجانية كاملة، فعلى الأقل، هناك تخفيضات لهم، والأهم أنّ معظم الطلاب السوريين الذين يدرسون في الجامعات التركية، يحصلون على الجنسية التركية، ما يعني معاملتهم كما التركي لجهة جميع الميزات والتخفيضات.

شهدت تركيا في العقد الأخير، نهضة تعليمية كبيرة إذ ارتفعت ميزانية التعليم الوطني من 11 مليار ليرة (مليار و890 مليون دولار أميركي) في عام 2002 إلى 134 مليار ليرة (23 مليار دولار) في عام 2018، بل يتجاوز الرقم الأخير 150 مليار ليرة (25.7 مليون دولار) مع مساهمات الوزارات الأخرى والمتبرعين. وكان عدد الجامعات بتركيا سنة 2002 مع وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة 76 جامعة، وارتفع اليوم إلى 202 جامعة، كما هناك 15 جامعة جديدة في طور الإنشاء.

تقول خبيرة شؤون الطلاب بشركة “إسطنبول للقبول الجامعي” زينب توبركسي: “تزداد طلبات الطلاب من أكثر من 90 دولة حول العالم، للدراسة في تركيا، نظراً لقلة التكاليف إذا ما قيست بأوروبا أو حتى الجامعات الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط، فضلاً عن جمال تركيا وحسن تعامل الأتراك الذين لا يفرقون بين الشعوب وتغيب عنهم العنصرية”.

وحول المنحة المجانية، تضيف توبركسي لـ”العربي الجديد”: “المنحة تشمل السكن المجاني والمواصلات المجانية ورواتب شهرية تتراوح بين 800 ليرة تركية (138 دولاراً) لطالب الإجازة و1300 ليرة (224 دولاراً) لطالب الدكتوراه، فضلاً عن منح البحث العلمي”. وتلفت توبركسي إلى أنّ الأهم حصول الطالب على تأشيرة دخول تركيا من لحظة قبوله بالجامعة فضلاً عن بطاقة سفر مجانية.

وتشير إلى أنّ ثمة عمراً محدداً لطلاب المنحة المجانية، وهو ألا يتجاوز عمر طالب الإجازة 21 عاماً، والماجستير 30 عاماً، والدكتوراه 35 عاماً.

أما الأوراق المطلوبة فهي “شهادة الثانوية العامة، وجواز السفر، وصورة شخصية”. أما بالنسبة للسوري المقيم في تركيا، فبطاقة الحماية المؤقتة “الكيملك” إن تعذر جواز السفر، فضلاً عن رسالة التوصية من أحد مدرسي الطالب مع اسمه وبريده الإلكتروني، على ألا تكون رسالة وهمية لئلاّ تؤثر على نقاط المنحة، بالإضافة إلى رسالة يحدد فيها المتقدم هدفه من الدراسة والاختصاص الذي يرغب في أن يدرسه.